بيروت – في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الشراكات الزراعية وتنمية القطاع على مختلف المستويات، عقد وزير الزراعة الدكتور نزار هاني سلسلة لقاءات مع عدد من السفراء وممثلي النقابات والجهات الدولية، تناولت ملفات متعددة من التعاون الثنائي إلى دعم الزراعة العضوية ومكافحة التهريب، وصولاً إلى تأمين فرص تصديرية جديدة للمنتجات الزراعية اللبنانية.
تعزيز التعاون الثنائي مع تركيا
استقبل الوزير هاني سعادة السفير التركي في لبنان، حيث جرى تقييم مجالات التعاون بين البلدين، خصوصاً في ظل القرب الجغرافي والتحديات المشتركة. وتمحور اللقاء حول التعاون في إدارة الغابات ومكافحة الحرائق، إلى جانب إمكانية استيراد الشتول من المشاتل التركية وتبادل الزيارات والخبرات التقنية.
وأشاد الوزير بالعلاقات التاريخية بين الشعبين، مذكّرًا بالدور الإنساني للبنان بعد الزلزال الذي ضرب تركيا قبل ثلاث سنوات، حيث كان الفريق اللبناني من أوائل الفرق الدولية التي شاركت في عمليات الإنقاذ. كما تم التطرق إلى التعاون المحتمل في مجال رعاية الحيوانات الأليفة، خصوصًا في ما يتعلق بالكلاب والقطط.
دعم قطاع النحل والصنوبر
كما التقى وزير الزراعة وفدًا من نقابة مربي النحل في المتن الأعلى، حيث جرى النقاش حول التحديات التي يواجهها قطاع تربية النحل وأشجار الصنوبر، في ظل التغيرات المناخية، مع التركيز على ضرورة مكافحة العسل المغشوش، وتنفيذ دور رقابي للوزارة من خلال لجنة متخصصة أُنشئت حديثًا لهذا الغرض.
وبحث الطرفان في إمكانية تنظيم فعالية بمناسبة يوم العسل العالمي في 20 أيار، وذلك بهدف التوعية وتعزيز استهلاك العسل المحلي.
لقاء مع مستوردي ومصدّري المواد الغذائية
وفي اجتماع مع نقابة مستوردي ومصدّري المواد الغذائية، شدّد الوزير هاني على أهمية التعاون بين المزارعين والمصدرين من خلال عقود زراعية (
Contract Farming) تضمن الجودة والنوعية، سواء للأسواق المحلية أو التصدير.
وتناول اللقاء ملفات التهريب، التوازن بين الإنتاج والاستيراد، وقضية هوية المنتج اللبناني (
Labels). وأكد الوزير أن الوزارة ستنظّم جلسات عصف فكري بمشاركة الخبراء لتطوير الأنظمة وتحقيق معايير سلامة الغذاء بشكل صارم.
الزراعة العضوية إلى الواجهة
في سياق آخر، التقى الوزير هاني وفدًا من جمعية
Organic Lebanon برئاسة الأستاذ رالف إلياس، حيث ناقش المجتمعون ضرورة تفعيل لجنة الزراعة العضوية وتسريع إصدار المراسيم التطبيقية للقانون الخاص بها.
كما تم البحث في ضرورة فرض رقابة على المنتجات المعروضة على أنها عضوية دون ترخيص، وتشجيع نشر لائحة رسمية بأسماء المزارعين والمصانع المرخصة، إضافة إلى إمكانية تصنيع الأدوية العضوية محليًا، وتطوير الإنتاج الحيواني العضوي، مع فتح آفاق تصديرية جديدة نحو الأسواق الخليجية، وخصوصًا السعودية.
البطاطا والقمح: أولوية لبقاع لبنان
استقبل الوزير هاني وفدًا من نقابة مزارعي البطاطا في البقاع برئاسة كابي فرج، وتم استعراض التحديات التي تواجه هذا القطاع، لا سيما مع غياب المعاملة بالمثل في اتفاقية التيسير العربية، ما يحول دون تصدير المنتجات اللبنانية إلى بعض الدول.
وطالب الوفد بإعادة فتح الأسواق السعودية أمام البطاطا اللبنانية وتفعيل التعاون مع الأردن، كما أشار إلى ضرورة قيام الدولة بشراء القمح المحلي بسعر تشجيعي، في ظل ارتفاع كلفة الري جراء التغيرات المناخية.
وكشف الوزير هاني عن "بُشرى سعودية" مرتقبة خلال الساعات المقبلة، قد تُعلن عن إعادة فتح باب التصدير أمام المنتجات اللبنانية، مشددًا على أهمية التعاون بين المزارعين والمصنّعين لإرساء آليات شراكة واضحة ومستدامة.
تحديث الإحصاء الزراعي الوطني
وفي اجتماع مع ممثلين عن منظمة الفاو، بحث وزير الزراعة سبل تحديث الإحصاء الزراعي الوطني، الذي يعود إلى عام 2010. وتم التأكيد على أهمية تحديث البيانات الزراعية وتفعيل سجل المزارع الوطني لدعم التخطيط الزراعي واتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة وموثوقة.
#وزارة_الزراعة
#وزير_الزراعة