القنب الطبّي كنموذج للزراعة المستدامة: وزارة الزراعة تتقدّم بخطى علمية نحو الاقتصاد الحيوي الأخضر

القنب الطبّي كنموذج للزراعة المستدامة: وزارة الزراعة تتقدّم بخطى علمية نحو الاقتصاد الحيوي الأخضر

 
بيروت - خاص
في خطوة تعكس التزام الدولة اللبنانية بالتحول نحو أنظمة زراعية مستدامة وصديقة للبيئة، تقود وزارة الزراعة، برئاسة الدكتور نزار هاني، مبادرة استراتيجية لدمج نبتة القنب الصناعي والطبّي (Cannabis sativa) ضمن رؤية وطنية شاملة ترتكز على الاقتصاد الحيوي والعدالة البيئية والاجتماعية، وذلك بدعم ومتابعة مباشرة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام.
 
ويُعد هذا التوجه جزءًا من مسعى الحكومة إلى ترجمة أهداف التنمية المستدامة (SDGs) عمليًا، عبر تشجيع الزراعة البيئية ذات القيمة المضافة العالية.
 
نبتة القنب: نموذج علمي متكامل للزراعة البيئية
أشار الدكتور داني فاضل، أحد الخبراء البيئيين الذين يواكبون هذا التوجّه، إلى أن نبتة القنب الطبّي تُعد من الحلول الزراعية المتكاملة، كونها تحقق فوائد متعددة في آنٍ واحد. فالقنب يعزز خصوبة التربة عبر جذوره العميقة، ويساهم في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، كما أنه يشكل حاجزًا طبيعيًا ضد الأعشاب الضارة ويُقلل الحاجة إلى المبيدات، مما يدعم نهج الإدارة المتكاملة للآفات (IPM).
 
الزراعة المرنة في مواجهة تغيّر المناخ
وبحسب المعطيات العلمية، يُظهر القنب قدرة عالية على التكيف المناخي، إذ ينمو في بيئات متنوعة ويحتاج إلى كميات قليلة من المياه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمناطق الهشة بيئيًا. كما يتمتع القنب بقدرة ملحوظة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون تصل إلى 15 طناً للهكتار سنويًا، ما يجعله أداة مهمة في التخفيف من آثار التغير المناخي.
 
نحو اقتصاد دائري وحيوي نظيف
من بين أبرز مزايا القنب الطبّي أنه يحقق مفهوم "صفر نفايات"، إذ تُستخدم كل أجزائه – من الألياف والبذور إلى الزيوت والأوراق – في مجالات متعددة منها الصناعات الغذائية، النسيجية، التجميلية، والدوائية. كما يُستخدم في إنتاج مواد بناء خضراء كـHempcrete، مما يدعم الاقتصاد الحيوي ويخلق فرص عمل جديدة ضمن سلاسل القيمة المستدامة.
 
المعالجة النباتية للتربة: من التلوث إلى الإنتاج
وتُشير دراسات حديثة إلى أن القنب قادر على امتصاص ملوثات خطيرة مثل الرصاص والكادميوم من التربة، ما يجعله خيارًا عمليًا في مشاريع المعالجة النباتية (Phytoremediation) للأراضي الملوثة، وخصوصًا في المناطق الصناعية أو المتضررة بيئيًا.
 
دور وزارة الزراعة: من الفكرة إلى التنفيذ
منذ تسلّمه مهام وزارة الزراعة، يعمل الوزير الدكتور نزار هاني على تحديث السياسات الزراعية وفق رؤية بيئية-اقتصادية متكاملة، ترتكز على العلم والتجربة، وتستند إلى مقاربة تشاركية تشمل القطاعين العام والخاص. وقد أكد الوزير في أكثر من مناسبة أهمية استثمار لبنان في نباتات استراتيجية مثل القنب الطبّي، تُوظّف بشكل قانوني ومنظم لخدمة التنمية، وتُعيد الاعتبار للريف كمصدر إنتاج وابتكار.
 
وفي إطار هذه الرؤية، تجري الوزارة سلسلة مشاورات مع الجهات العلمية والبيئية لتنظيم الأطر القانونية، وتحديد المناطق النموذجية للتجربة، مع الأخذ بعين الاعتبار المعايير الصحية والبيئية الدولية.
 
خاتمة: لبنان في طليعة التغيير الأخضر
إن ما تشهده وزارة الزراعة اليوم من جهود بقيادة الوزير الدكتور نزار هاني، وبدعم مباشر من دولة الرئيس الدكتور نواف سلام، يشكل مثالًا واضحًا على كيف يمكن لنهج علمي رصين أن يُحوّل التحديات إلى فرص. ويبدو أن نبتة القنب، بما تملكه من قدرات بيئية واقتصادية، قد تتحول إلى رمز وطني للزراعة النظيفة والتنمية المستدامة في لبنان.
 
#الزراعة_نبض_الارض
#وزارة_الزراعة
#وزير_الزراعة
 
للاتصال بوزارة الزراعة

849618 1 (961)+

info@agriculture.gov.lb