الشوف – نظّمت جمعية الإنماء الاقتصادي ومجلسها الإنمائي في الجبل، احتفالًا تكريميًا لمناسبة عيد العمال، برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني ممثّلًا بمدير مكتبه الأستاذ سامر خوند، وذلك في بلدة الشوف، بحضور حشد من الفاعليات الزراعية والبيئية والتعاونية.
وقد شكّل الحفل مناسبة للاحتفاء بالمؤسسات الزراعية والبيئية النموذجية التي لعبت دورًا فاعلًا في دعم الإنتاج الزراعي وتعزيز التنمية الريفية. وتم خلاله تكريم عدد من الجهات الرائدة، من بينها: محمية أرز الشوف، تعاونية مزارعي الزيتون، مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، المدرسة الفنية الزراعية في بعقلين، مركز الإرشاد الزراعي في دير القمر، جنى البساتين في باتر، مركز الأحراج في بيت الدين (دير القمر)، بالإضافة إلى عدد من التعاونيات الزراعية الناشطة في بلدات: الباروك، الورهانية، بتلون، البريج، برجا، مرستي، جبع وباتر.
كلمات ومداخلات
استُهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس مجلس إدارة تعاونية مزارعي الزيتون في الشوف الأستاذ نهاد القعسماني، الذي رحّب بالحضور وعبّر عن تقديره للمبادرات التي تكرّم جهود العاملين في القطاع الزراعي.
ثم ألقى المختار منيف أبو علي كلمة باسم التعاونيات الزراعية في الشوف، تناول فيها واقع القطاع التعاوني الزراعي، مشددًا على التحديات التي يواجهها المزارعون، ولا سيما في ظل ضعف الدعم الرسمي، مطالبًا بتوفير خطط دعم مستدامة وتوسيع إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما تحدّثت المرشدة الزراعية خلود عزام محمود عن أهمية التعليم الزراعي، مستعرضة تجربتها المهنية والتعليمية في المدرسة الفنية الزراعية في بعقلين، مؤكدة على دور هذه المؤسسات في تأهيل كوادر شابة قادرة على الابتكار والمساهمة في تطوير القطاع.
كلمة جمعية الإنماء الاقتصادي
وفي كلمة جمعية الإنماء الاقتصادي، أكّد ممثل الجمعية أن الزراعة تمثل الشريان الحيوي للاقتصاد المحلي، وهي من أهم ركائز الأمن الغذائي والاجتماعي، داعيًا إلى إعادة الاعتبار لهذا القطاع من خلال مشاريع متكاملة تعتمد الابتكار والتكنولوجيا، واستصلاح الأراضي المهملة، وتوفير الدعم لصغار المزارعين، إلى جانب تطوير الصناعات الغذائية المحلية.
كلمة وزير الزراعة
وألقى الأستاذ سامر خوند كلمة باسم وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وجّه فيها تحية تقدير ووفاء للعاملين في القطاع الزراعي، معتبرًا أن "عيد العمال هو يوم لتكريم نبض الوطن الحقيقي: الفلاح، والعامل، والمرشد، والباحث، وكل من يحمي الأرض ويعزز الإنتاج".
وأشاد خوند بالمؤسسات المكرّمة، واصفًا إياها بـ"منارات للمعرفة والخدمة العامة"، استطاعت أن تواصل رسالتها رغم التحديات، وأسهمت في تعزيز صمود المجتمعات الريفية وتكاملها.
رؤية الوزارة
وفي عرضه للرؤية الاستراتيجية التي أطلقها الوزير هاني، أوضح خوند أن الوزارة تركز على ثلاث أولويات رئيسية:
1. التعويض عن أضرار العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي طال مناطق الجنوب والبقاع الغربي متسببًا بحرائق واسعة أتت على أكثر من 2000 هكتار، منها 1200 من الغابات. وأكّد أن الوزارة سارعت إلى التنسيق مع الجهات المحلية والدولية لتأمين التعويضات وعودة المزارعين إلى أراضيهم.
2. إطلاق الإرشاد الزراعي الرسمي، بعد سنوات من التهميش، من خلال تفعيل مراكز الإرشاد في المناطق ودعمها بمنصة رقمية متطورة بالتعاون مع شركاء محليين كـ"أزرع" و"بيريتك"، لتوفير استشارات آنية ومحدثة للمزارعين.
3. حماية الإنتاج الزراعي وفتح الأسواق، عبر مراجعة الرزنامة الزراعية، وتقييم الاتفاقيات التجارية، ومكافحة التهريب الذي يضر بالإنتاج الوطني ويضعف قدرات المزارعين.
شراكة من أجل التغيير
وختم خوند كلمته بالتأكيد على أهمية الشراكة بين وزارة الزراعة والمجتمع المحلي من بلديات، تعاونيات، ومدارس زراعية، مشددًا على أن التغيير الحقيقي في القطاع الزراعي يبدأ من الأرض، ومن أهل الأرض، الذين يستحقون كل الدعم والتكريم.
تكريم وعرفان
وفي ختام الحفل، تم توزيع شهادات تقدير على المؤسسات والأفراد المكرّمين، وسط أجواء من الامتنان والتقدير، تقديرًا لدورهم الحيوي في خدمة الزراعة، وحفاظهم على التراث البيئي، ودفعهم بعجلة التنمية المحلية قدمًا.
#الزراعة_نبض_الارض
#وزارة_الزراعة
#وزير_الزراعة