بيروت – السرايا الحكومية، 16 تموز 2025
في خطوة تُجسّد رؤية الدولة لإطلاق قطاعات اقتصادية مبتكرة، نظّمت وزارة الزراعة، برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، مؤتمرًا وطنيًا بعنوان: "زراعة القنّب بين الواقع والمرتجى" في السرايا الحكومية، بمشاركة وزراء: الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، العدل القاضي عادل نصار، الصناعة جو عيسى الخوري، والزراعة الدكتور نزار هاني، إلى جانب عدد من النواب والخبراء والأكاديميين والمهتمين بالقطاعين الزراعي والصناعي.
وزارة الزراعة: رؤية استراتيجية لتأسيس قطاع ناشئ ومتكامل
استهل المؤتمر بكلمة لوزير الزراعة الدكتور نزار هاني، الذي شدد على أن زراعة القنب لأغراض طبية وصناعية تشكل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الزراعية اللبنانية، قائلاً: "نحن لا نُطلق زراعة جديدة فحسب، بل نُطلق قطاعًا إنتاجيًا متكاملًا يمتد من الأرض إلى المصنع، ويرتكز على الابتكار، والتنمية المستدامة، وسيادة الدولة".
وأوضح هاني أن وزارة الزراعة، وبموجب تفويضها التشريعي والمؤسساتي، ستلعب دورًا محوريًا في رسم خارطة طريق لهذا القطاع، من خلال توفير الدعم الفني، وتطوير سلاسل القيمة، وتمكين المزارعين، مشيرًا إلى أن الوزارة أنهت استعداداتها لتكون المرجع الوطني المواكب تقنيًا وتشريعيًا لهذا التحول. وشكر دولة الرئيس سلام على دعمه المستمر للقطاع الزراعي، مؤكداً أن الزراعة اليوم هي أولوية وطنية ضمن سياسات الدولة الاقتصادية والإنمائية.
الرئيس سلام: الثقة والحوكمة في بناء قطاع واعد
في كلمته، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام أن الحكومة تضع هذا المشروع في قلب رؤيتها التنموية لبناء اقتصاد منتج وغير ريعي. ولفت إلى أن القانون رقم 178 الصادر عام 2020، شكّل نقلة نوعية بتشريع زراعة القنب لأغراض طبية وصناعية، لكنه بقي منقوصًا من حيث الأطر التنفيذية.
وأكد أن الحكومة تعمل على استكمال تشكيل الهيئة الناظمة، وإصدار المراسيم التطبيقية، مشددًا على ضرورة تأمين الشفافية، العدالة، والرقابة الصارمة. وقال: "هذا القطاع ليس فقط فرصة اقتصادية، بل مسؤولية وطنية – صحية، اجتماعية، وتنموية".
وزارة الصناعة: الصناعات المستخرجة من القنب فرصة استراتيجية
وزير الصناعة جو عيسى الخوري أكد أن لبنان يمتلك كل المقومات الطبيعية والبيئية والبشرية لنجاح قطاع الصناعات المستخرجة من القنب، مشيرًا إلى دراسة ماكينزي التي قدرت مداخيل القطاع بـ4 مليارات دولار سنويًا. وشدد على ضرورة وضع خارطة طريق وطنية واضحة، تشمل جودة الإنتاج، والتراخيص العادلة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
جلسات علمية متخصصة ترسم ملامح استراتيجية وطنية شاملة
امتدت أعمال المؤتمر على ثلاث جلسات علمية متخصصة:
• الجلسة الأولى: القانون بين التشريع والتطبيق، تناولت التحديات القانونية والتنظيمية، وشارك فيها النواب أيوب حميد، أنطوان حبشي، وبلال عبدالله، ووزير العدل عادل نصار، وممثل وزير الداخلية العميد زياد قائدبيه. ودعا المشاركون إلى إصدار المراسيم التطبيقية بسرعة وتفعيل الهيئة الناظمة وفق أعلى معايير الشفافية.
• الجلسة الثانية: الاستخدامات الطبية والصناعية لنبتة القنب، وشارك فيها وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، إلى جانب نخبة من الخبراء من بينهم البروفسور حسان مخلوف، البروفسور داني صايغ، الدكتور محمد مروي، والدكتور ناصر شريف. وناقشت الجلسة الأثر الإيجابي للنبتة في علاج أمراض مزمنة وتطوير صناعات دوائية وتجميلية مستدامة.
• الجلسة الثالثة: نحو استراتيجية وطنية لزراعة القنب، وشاركت فيها نقيبة مصانع الأدوية الدكتورة كارول أبي كرم، ممثلة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية رند سليمان، نقيب الصيادلة جو سلوم، والخبيرة كوثر شيا، إلى جانب النائب بلال عبدالله. وأجمعت الجلسة على ضرورة تبني استراتيجية وطنية قائمة على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، والعدالة في توزيع التراخيص، وتوفير بيئة رقابية ومؤسساتية فعالة.
وزارة الزراعة... في صلب التحول الاقتصادي والتنموي
اختُتم المؤتمر بإجماع على أن وزارة الزراعة، بقيادة الوزير نزار هاني، تمثل الركيزة الأساسية في إنجاح هذا المشروع الطموح، عبر قيادة التحول من الزراعة التقليدية إلى اقتصاد زراعي صناعي قائم على الابتكار والمعرفة والاستدامة. كما دعا المشاركون إلى تأسيس لجنة وطنية تنسيقية دائمة تُشرف على تنفيذ القانون رقم 178، وتُتابع تطور القطاع بالتكامل مع وزارات الصناعة، الصحة، الداخلية، العدل، ومختلف الجهات الرقابية والبحثية.
إن هذا المؤتمر شكّل انطلاقة فعلية نحو بناء نموذج لبناني ناجح في زراعة القنب الطبي والصناعي، يجمع بين الواقعية والطموح، ويضع لبنان على خارطة الدول الرائدة في هذا المجال، برؤية وطنية يقودها القطاع العام وشركاؤه.
#الزراعة_نبض_الأرض_والحياة
#وزارة_الزراعة
# وزير_ الزراعة